کد مطلب:168196 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:133

ردة فعل العدو علی اشعال النار
أدرك أعداء الامام الحسین (ع) أنّ مكیدة إشعال النار فی الخندق خلف مخیم الامام (ع) قد ضیّقت علیهم سعة میدان الحرب، وجعلت المواجهة من وجه واحد، فاستفزّ ذلك أعصابهم، وصدرت من بعض وجهائهم ردود فعل هستیریة، فقد روی الطبری بسنده عن الضحّاك المشرقیّ أنّه قال: (لمّا أقبلوا نحونا فنظروا إلی النار تضطرم فی الحطب والقصب الذی كنّا ألهبنا فیه النار من ورائنا لئلاّ یأتونا من خلفنا، إذ أقبل إلینا منهم رجل یركض علی فرس ‍كامل الاداة، فلم یكلّمنا حتّی مرَّ علی أبیاتنا، فنظر إلی أبیاتنا فإذا هو لایری إلاّ حطباً تلتهب النّار فیه، فرجع فنادی بأعلی صوته: یا حسین! استعجلت النار فی الدنیا قبل یوم القیامة!؟

فقال الحسین: من هذا، كأنّه شمر بن ذی الجوشن؟

فقالوا: نعم أصلحك اللّه، هو هو!

فقال: یا ابن راعیة المعزی، أنت أولی بها صِلیّا!

فقال له مسلم بن عوسجة: یا ابن رسول اللّه، جُعلت فداك، ألا أرمیه فإنّه قد


أمكننی، ولیس یسقط سهم، فالفاسق من أعظم الجبّارین.

فقال له الحسین: لاترمِه، فإنّی أكره أن أبدأهم!). [1] وروی البلاذری یقول: (وقال رجل من بنی تمیم یقال له: عبداللّه ابن حوزة، وجاء حتی وقف بحیال الحسین (ع) فقال: أبشر یا حسین بالنار!

فقال: كلاّ، إنّی أقدم علی ربّ رحیم وشفیع مطاع. ثمّ قال: من هذا!؟

قالوا: ابن حوزة.

قال: حازه اللّه إلی النّار.

فاضطربت به فرسه فی جدول، فعلقت رجله بالركاب، ووقع رأسه فی الارض، ونفر فی الفرس فجعل یمرّ برأسه علی كلّ حجر وأصل شجرة حتّی مات، ویقال: بقیت رجله الیسری فی الركاب فشدَّ علیه مسلم بن عوسجة الاسدی فضرب رجله الیمنی فطارت،ونفر به فرسه یضرب به كلّ شیء حتّی مات.). [2] .


وروی البلاذری أیضاً أنّ محمّد بن الاشعث جاء(فقال: أین حسین؟

قال: ها أنذا.

قال: أبشر بالنّار تردها الساعة!

قال: بل أبشر بربٍّ رحیم وشفیع مطاع، فمن أنت؟

قال: محمّد بن الاشعث.). [3] .


وقال البلاذری: (ثمّ جاء رجل آخرفقال أین الحسین؟ قال: ها أنذا.قال: أبشر بالنّار تردها الساعة!قال: بل أبشر بربّ رحیم وشفیع مطاع، فمن أنت؟

قال: شمر بن ذی الجوشن.

فقال الحسین: أللّه أكبر! قال رسول اللّه (ص): إنّی رأیت كلباً أبقع یلغ فی دماء أهل بیتی!). [4] .


[1] تأريخ الطبري: 318:3و انظر: الارشاد: 96:2 و أنساب الأشراف: 396:3.

[2] أنساب الأشراف:399:3 - ويلاحظ علي هذه الرواية أنّ ما ذكره البلاذري من أنّ مسلم بن عوسجة (رض) شدَّ علي الرجل فضرب رجله اليمني إذ كان قبل بدء القتال فإنّ هذا يتعارض مع مبدأ الإمام عليه السلام (فإنّي أكره أن أبدأهم بقتال)، وإذا كانت واقعة عبدالله بن حوزة بعد نشوب القتال فلا منافاة في تدخّل مسلم بن عوسجة (رض).

وقد روي هذه الرواية كلّ من الطبري في تأريخة: 324:3، و المفيد في الإرشاد: 102:2، و ابن أعثم في الفتوح: 108:5، وابن الأثير في الكامل في التأريخ 289:3 بتفاوت مع نصّ البلاذري، و تفاوت فيما بينها، ولايوجد في نصّ كلّ من الطبري وابن الأثير، وابن أعثم ما ذكره البلاذري والمفيد أنّه «فشدّ عليه مسلم بن عوسجة الأسدي فضرب رجله اليمني فطارت..»، كما أنَّ الطبري و ابن الأثير ذكرا الرجل باسم «ابن حوزة»، وذكره ابن أعثم «مالك بن حوزة»، لكنّ الخوارزمي في نقله عن ابن اعثم ذكره باسم «مالك بن جريرة، و ذكر أنّ الإمام عليه السلام قال: اللهم جرّه الي النار...(راجع: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 352:1).

وروي الشيخ الصدوق مثل هذه الرواية بتفاوت، واسم الرجل في روايته (ابن ابي جويرية المزني» (أمالي الصدوق: 134 المجلس 30 ح 1)، وفي رواية المسعودي أنّ إسم هذا الرجل (ابن جريرة»(إثبات الوصية: 177).

[3] أنساب الأشراف: 401:3، وقد روي ابن نما (ره) قائلاً: «وجاء رجل فقال: أين الحسين؟ فقال: ها أناذا. قال: أبشر بالنّار تردها الساعة! قال: بل أبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، فمن أنت!؟ قال: أنا محمّد بن الأشعث.

قال: اللهمّ إن كان عبدك كاذباً فخذه إلي النّار، واجعله اليوم آية لأصحابه! فما هوإلا أن ثني عنان فرسه فرمي به وثبتت رجله في الركاب، فضربه حتي وقعت مذاكيره في الارض، فوالله لقد عجبنا من سرعة إجابة دعائه عليه السلام.» (مثير الأحزان: 64 وانظر: مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: 1: 352- 353).

وقد روي الشيخ الصدوق (ره) قائلاً: «ثمّ أقبل آخر من عسكر عمر بن سعد يقال له محمّد بن أشعث بن قيس الكندي فقال: يا حسين بن فاطمة! أيّة حرمة لك من رسول الله ليُست لغيرك!؟ قال الحسين عليه السلام: هذه الآية: «إنّ الله أصطفي آدم و نوحاً و آل إبراهيم و آل عمران علي العالمين ذريّة...»؛ثم قال:إنّ محمداً لمن آل إبراهيم. ثم قال: إنّ محمداً لمن آل إبراهيم، و إنَّ العترة الهادية لمن آل محمّد، من الرجل؟ فقيل: محمّد بن أشعث بن قيس الكندي. فرفع الحسين عليه السلام رأسه إلي السماء فقال: أللهم أر محمّد بن الأشعث ذلاّ في هذا اليوم لاتعزّه بعد هذا اليوم أبداً.فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرّز فسلّط الله عليه عقرباً فلدغه فمات بادي العورة!» (أمالي الصدوق: 134 المجلس الثلاثون، ح 1).

لكنّ جلّ المؤرّخين يذكرون أنّ محمّد بن الأشعث بقي فيما بعد عاشوراء، وهو الذي قاد قوّات ابن زياد في مواجهة عبدالله بن عفيف (رض) و جموع الأزد الذين دافعوا عنه (راجع مثلاً مثير الأحزان لابن نما: 93 و اللهوف: 72: المطبعة الحيدرية - النجف)، كما ذكر المورّخون أنّ محمّد بن الأشعث بقي إلي ما بعد ثورة المختار فهرب منه، وانضمّ ألي مصعب بن الزبير، وقتل محمّد بن الأشعث في المواجهة بين جيش مصعب و جيش المختار (راجع مثلاً: الكامل في التاريخ: 3: 382-384 و الأخبار الطوال: 306 والمعارف: 401 و تأريخ الطبري: 496:3) وراجع ترجمة محمّد بن الأشعث في الجزء الثاني من (مع الركب الحسيني من المدينة إلي المدينة): ص 123-124.

[4] أنساب الاشراف:3:401.